بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي و على آله و إخوانه و حزبه .
المبشرات
بشارة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أخرجه الإمام السيوطي رحمه الله في الجامع الصغير: " من أحيا سنتي فقد أحبني ، و من أحبني كان معي في الجنة " .
عن سيدتنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :" أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم " .
الرؤيا إخبار ، كلام يكلم العبد ربه ، بشارة يبشر الله بها عبده { إنا أرسلناك مبشرا و نذيرا } من أجل الإستمرار و النشاط لا بد من يبشرك. و أنت مسافر لا بد من علامات تبين لك الطريق ، فبدونها إما ستظل الطريق ! ستيأس و ترجع ! إما تتوقف و تستسلم ! مع العلم أن الطريق فيها قطاع طرق ؟ و أضعف الإيمان ستبقى شاك إلى أين تتجه ؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
" إن للإسلام صوى و مناراً كمنار الطريق " رواه الحاكم .
نحن أحوج من يبشرنا ، كان رسول الله صلى الله عليه هو الضامن ، هو المثبت للصحابة. قال الإمام علي رضي الله عنه
( كنا اذا حمي الوطيس واشتد الامر بنا كنا نلوذ بحما رسول الله).
لما غاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يبقى إلا المبشرات ، سماها بإسم واحد مبشرات ، و لم يقل مخبرات و لا منذرات . روى البخاري رحمه الله و غيره عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" لم يبقى من بعدي إلا المبشرات"، قالوا: و ما المبشرات ؟ قال : " الرؤيا الصالحة" .
أخرج الإمام مالك رحمه الله في الموطأ عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : " هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " .
فكان يُؤوَل بعضها و يسكت عن بعضها ، و كان يأذن لبعض أصحابه لتعبيرها .